الإعاقة البصرية
لقد نالت الإعاقة البصرية اهتماما
كبيرا في الآونة الخيرة ويعود سبب الاهتمام إلى الاقتناع المتزايد في المجتمعات
المختلفة بأن المعاقين بصريا كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة وفي
النمو بأقصى ما يمكنهم من قدراتهم وطاقاتهم السبب الزاخر في الاهتمام بالمعاقين بصريا
نظرة المجتمع إلى هؤلاء المعاقين وأصبح النظر إليهم كجزء من الثروة البشرية مما
يحتم تنمية هذه الثروة والاستفادة منها على أقصى حد ممكن .
أن حاسة البصر تلعب دورا مهما في
عملية التفاعل بين الإنسان والبيئة وكذلك التعليم يتم عن طريق حاسة البصر وتتولى
عملية التنسيق بين الحواس الخمس وكذلك فأن المعاق بصريا يكون محروما من هذه
الأشياء لذلك يجب وضع البرامج التربوية وغير التربوية المناسبة من اجل مساعدة
هؤلاء على التغلب على هذه المشكلة أو التقليل من أثارها قدر الإمكان يجب أن نحدد
الجهود الرسمية والشعبية للمساهمة في تقديم الخدمة لهم وتمثل حاسة البصر لدى
الأنسأن أهمية خاصة في حياته حيث أنها تساعد على التفاعل الاجتماعي مع البيئة
المحيطة بالإنسان أي أن نعمة البصر تضفي على البشر وعلى الحياة معنى خاصا فشكر
الله على هذه النعمة.
ويواجه عدد لا بأس به من السكان من
مشكلة الإعاقة البصرية حيث أن آخر الإحصائيات والتي نشرت عام1998 إلى عدد مَن
يعاني ِمن الإعاقة البصرية يبلغ حوالي 20مليون معاق وتبذل حكومات جهودا مضنية
وكبيرة في سبيل تربية المعاقين وبشكل عام والمعاقين بشكل خاص وذلك لأن هذه الفئة
لم تأخذ نصيبها من الدنيا بسبب ارتفاع تكاليف رعاية هذه الفئة لذلك يجب علينا
مواطنين وحكومة أن نتعاون سوية للتخفيف من آثار هذه الإعاقة .(الداهري،2005).
تعريف الإعاقة البصرية:
استخدمت مصطلحات كثيرة للإشارة إلى الفرد الذي فقد
القدرة على الإبصار منها أعمى , ضرير , عاجز , فاقد البصر , كفيف وأخيرا معاق بصري
ويعود السبب في التغير في هذه المصطلحات إلى تغير نظرة المجتمع إلى المعوقين
بصريا.
فالإعاقة البصرية حالة من الضعف في حاسة البصر بحيث تحد
من قوة الفرد على استخدام هذه الحاسة بفعالية واقتدار الأمر الذي يؤثر سلبا في
نموه وتشمل هذه الإعاقة البصرية ضعفا أو عجزا في الوظائف البصرية.(العزة،2000،94)
التعريف التربوي:
يعرف الطفل المعاق بصريا تربويا أنه الطفل الذي يعجز عن
استخدام بصره في الحصول على المعرفة كما أنه يعجز نتيجة لذلك عن تلقي العلم في
المدارس العادية وبالطرق العادية والمناهج الموضوعة للطفل العادي هذا وقد يكون
الطفل مكفوفا كلية وقد يمتلك درجة بسيطة من الإحساس البصري الذي يؤهله للقراءة
البسيطة (شفير،99،234)
هو ذلك الشخص الذي لديه حدة بصر تبلغ 20\200أو اقل في
العين الأقوى بسبب عجز بصره إلى عجزه الاقتصادي ومن أكثر التعاريف المستخدمة حاليا
تعريف بارجا الذي ينص على أن الأطفال المعاقين بصريا هم الأطفال الذين
يحتاجون إلى تربية خاصة بسبب مشكلاتهم البصرية الأمر الذي يستدعي إحداث تعديلات
خاصة على أساليب خاصة على أساليب تدريسهم والمناهج ليستطيعوا النجاح
.(الداهري،2005)
أسباب الإعاقة البصرية :
أما المجموعة الثانية من الأسباب فيقصد بها مجموعة
العوامل التي تؤثر على نمو حاسة العين ووظيفتها الرئيسية الإبصار مثل العوامل
البيئية كالتقدم في العمر وسوء التغذية والحوادث والأمراض التي تؤدي بشكل مباشر أو
غير مباشر إلى الإصابة بالإعاقة البصرية .
وقد تمثل حالات قصر النظر أو طوله أو صعوبة تركيز النظر
أو ولادة الطفل كفيفا كليا أو جزئيا أمثلة على مجموعة أسباب ما قبل المرحلة
الولادة وإثناءها في حين تمثل حالات إصابة العين بالمياه البيضاء أو السوداء أو
التهاب الملتحمة أو التراخوما أو جفاف الملتحمة \العشي الليلي أو اعتلال الشبكية
الناجم عن مرض السكري أو انفصال الشبكية أو التهاب القزحية أو القرنية أمثلة على
مجموعة أسباب مرحلة ما بعد الولادة والتي قد تتضافر مع مجموعة أسباب ما قبل
الولادة وفيما يلي تفسير لبعض الأسباب التي قد تودي إلى الإعاقة البصرية :
المياه البيضاء : ويقصد بذلك تعتيم عدسة العين التدريجي حيث يؤدي ذلك إلى صعوبة رؤية الأشياء تدريجيا الأمر الذي يؤدي إلى الإعاقة البصرية الكلية فيما بعد وتعتبر العوامل الوراثية أو الحصبة الألمأنية أو التقدم في العمر أو أشعة الشمس الحارة أو الحرارة الشديدة من العوامل التي تودي إلى إصابة العين بالمياه البيضاء وتعمل العمليات الجراحية على إزالة المياه البيضاء من العين ومن ثم تركيب العدسات المناسبة التي تقي الفرد الإصابة بالإعاقة البصرية .
المياه السوداء :
ويقصد بذلك تزايد الضغط على كرة العين حيث تتجمع السوائل داخل العين مما يؤدي إلى زيادة الضغط على كرة العين وإذا لم تشخص مثل هذه الحالة في وقت مبكر فسوف يؤدي ذلك إلى تفاهم الأمر مما يؤدي إلى صعوبة وصول الدم إلى العصب البصري ويعني ذلك كف القدرة على الإبصار وتعتبر العوامل الوراثية والتقدم في العمر من العوامل الرئيسية المسببة بإصابة العين بالمياه السوداء وتعمل العمليات الجراحية واستخدام أشعة الليزر على إزالة المياه السوداء من العين .
السكري :
ويقصد بذلك احتمال إصابة الفرد بالإعاقة البصرية نتيجة لإصابته بمرض السكري إذ يعأني المصاب بالسكري من ارتفاع واضح في نسبة السكر في الدم وذلك بسبب نقص هرمون الأنسولين لدى المصاب والذي مهمته مساعدة خلايا الجسم على امتصاص السكر من الدم ويسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم وصعوبة امتصاصه في خلايا الجسم ومنها الشبكية فيترتب على ذلك النقص الواضح في كمية السكر اللازمة لخلايا الشبكية مما يؤدي إلى كف البصر التدريجي وتسمى هذه الحالة باسم ( DIAbetic retinoaathy ) ومما تجدر الإشارة إليه هنا إلى تناقص عدد حالات الإعاقة البصرية الناجمة عن مرض السكري بسبب التقدم الطبي واكتشاف مثل هذا المرض في سن مبكرة وعلاجه .
أمراض الشبكية :
ويقصد بذلك تلك الأمراض أو الاضطرابات التي تصيب الشبكية
من الأسباب المؤدية إلى الإعاقة البصرية ومن تلك الاضطرابات أو الأمراض الحالة
المسماة صعوبة تكوين أجزاء رئيسة في الشبكة ( coloboma) والحالة المسماة ( retinitis pigmentosa ) أو الحالة المسماة بانفصال الشبكية ( detached
retina ) .
أمراض العدسة :
ويقصد بذلك تلك الأمراض أو الاضطرابات التي تصيب عدسة
العين أو الأجزاء الخلفية للعدسة ومنها الحالة المعروفة والتي تحدث نتيجة لزيادة
أو نقص كمية الأوكسجين التي تعطي للفرد المصاب اللازم للخلايا الدماغية وخاصة
أثناء الولادة أو بعدها .
التهابات العين :
ويقصد بذلك الالتهابات المزمنة التي تصيب القرنية أو
القزحية أو الملتحمة الأمر الذي يؤدي إلى شكل ما من أشكال الإعاقة البصرية وخاصة
إذا لم تعالج مثل هذه الالتهابات .
الحول :
ويقصد بذلك صعوبة قيام عضلات العين بالتحكم في كريات
العين وقد يأخذ الحول شكلين رئيسين الأول يتمثل في توجيه كلتا العينين نحو الداخل
أما الثأني فيتمثل في توجيه كلتا العينين نحو الخارج ومهما كأن شكل الحول فأنه
يؤثر تأثيرا مباشرا على الرؤيا السليمة ولذا تعتبر الإجراءات الطبية ضرورية لتصحيح
مثل هذه الحالة .
الحوادث وأسباب اخرى :
يقصد بذلك إصابة العين أو أجزاء منها بصورة مباشرة أو
غير مباشرة بخلل ما نتيجة لحوادث منها الضرب على الرأس أو إصابة العين بضربة
مباشرة أو العمل في الأماكن التي تشتد فيها الحرارة كالأفران أو الإشعاعات أو التي
تكثر فيها الأتربة والغبار أو قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة نظافة العيون (
الروسان 2010) .
الخصائص السلوكية للمعاقين بصريا
القدرات العقلية :
التحصيل الأكاديمي :
أن التحصيل الأكاديمي لدى المعاق بصريا مرتبط بعوامل
اجتماعية وثقافيا أكثر من ارتباطه ب الإعاقة البصرية نفسها لذلك نلاحظ على
المعاقين بصريا أن تحصيلهم في بعض المجالات بمستوى أعلى من مجالات اخرى أو نجدهم
لا يحصلون جيدا في الرياضيات إذ يقل تحصيلهم عن 27% عن تحصيل المبصرين أما تحصيلهم
في المجالات الأدبية فأن تحصيلهم يساوي تحصيل زملائهم العاديين وقد يفوقونهم
تحصيلا .ويعتمد المعاقون بصريا على عوامل الحركة وكي يدرك ارتفاع البالون في الهواء مثلا يجب أن يشعر بحركته إلى الأعلى من خلال ربط هذا البالون بيده ويعود سبب بعض المشاكل العقلية الى ضعف التصور البصري أو ضعف الذاكرة البصرية وهناك خصائص أكاديمية للمعاق بصريا مثل البطء سرعة القراءة وانخفاض مستوى التحصيل الأكاديمي والإكثار مع التساؤلات والاستفسارات من التأكد مما يسمع أو يرى ويكون تحصيل المعاق بصريا مستوى تحصيل الشخص العادي إذا توافرت الشروط التالية طالب بقدراته العقلية واهتمامه ومعلم بقدراته ومؤهلاته وما يمتلك من مهارات ومعارف ومنهاج دراسي وما يتصل به من محتوى وطرائق عرض وكفايات تعلم وبيئة تعلم مناسبة تستطيع أن توفر للمعاق ما يحتاجه (الداهري،2005).
القدرات المعرفية :
ينبغي أن يتعلم فاقدو البصر أو ذوو البصر المحدود
التعويض في التعلم عن فقد البصر غير أن تعلم التعويض عن فقد البصر لا يتم أليا ولا
تصبح حاستا الملمس والسمع كوسيلتي تعويض دقيقتين دون جهد وتركيز يًبذل من فاقدي
البصر إذ يجب أن يتعلموا إعطاء مزيد من الانتباه للإيحاءات السمعية واللمسية التي
كثيرا ما يتجاوزها الناس المبصرون ولا يعيرون لها انتباه فالمعلومات البصرية تقدم
أنواعا غنية من المعلومات عن اللون والشكل والحجم تساعد على تعرف الأشياء إما
بالنسبة لفاقدي البصر فالعالم لديهم ليس أكثر من كونه عالما من الروائح والأصوات
والمواد وعليهم أن يقيموا معارفهم على خبراتهم بهذا العالم من خلال هذه الحواس.
وتساعد ماهية المادة والوزن ودرجة الحرارة والشكل والحجم
باستخدام حاسة اللمس على تعرف الأشياء وتمثل ما في المحيط من منبهات وتكوين تصورات
عقلية عن الأشياء وقد وجد بالبحث أن قدرة فاقدي البصر توازي قدرة المبصرين في
المهمات التي تحتاج إلى إدراك الملمس إذ يصبحون أكفاء تماما في تعرف الأشياء من
خلال حاسة اللمس حتى أن المشكلات التي يجدها بعض فاقدي البصر في هذا المجال ترجع
إلى عدم تطوير قدرة أيديهم على اللمس والانتفاع بهذه الحاسة ولما كأن السمع هو
حاسة المسافة والحركة الوحيدة لفاقد البصر فأنه يجب توظيفها والانتفاع بطريقة أفضل
مما لو كأن السمع يقترن بالنظر ولهذا فأن هؤلاء الأطفال يميلون إلى المزيد من طرح
الأسئلة للحصول على مزيد من المعلومات على سبيل التعويض عن المعلومات البصرية وعلى
أساس أن الأسئلة هي وسيلتهم في جمع المعلومات حتى أنه يصح القول بأنه مع تزايد
البصر تقل الأسئلة ويدور نقاش بين الباحثين ما إذا كأن تحصيل فاقدي البصر الضعيف
في مهمات التفكير المجرد وما إذا كانوا يتعاملون مع محيطهم بوسائل مادية محسوسة
ويرى البعض في هذا المجال أن الأفكار التي يكونها فاقدو البصر يمكن أن تختلف عن
أفكار المبصرين لأنهم لا يخبرون إلا المشكلات ذات الأصل الحسي غير أن هذا القول لا
يحظي إلا بالقليل من المصداقية فالبر غم من أن معرفة فاقدي البصر تكتسب بالخبرة
إلا أن خبراتهم أكثر تعقيدا من أن تكون مجرد انعكاس مباشر للحواس فاللغة يمكن أن
تهبهم الكثير من المفاهيم المجردة والتصورات العقلية فضلا عن كونهم يتعلمون الكثير
من الكلمات ومعانيها من خلال استعمالها في اللغة أكثر من تعلمها بالخبرة الحسية
المباشرة إما بالنسبة للذكاء فمع أن بعض الدراسات السابقة كانت تقترح عدم تأذي
الذكاء بالإعاقة البصرية وأن المعاقين بصريا يتوزعون توزعا طبيعيا كالأسوياء في
قياس الذكاء الا أن الدراسات المتأخرة تفيد بأنهم يتأخرون عن الأسوياء بصريا تأخرا
قليلا وأنهم يقصرون عنهم في إتقان بعض المفاهيم المجردة التي تظهر في الطفولة
المتأخرة والمراهقة ( الوقفي 2004 ) .
الكلام واللغة :
تقدم اللغة الشفوية خدمات هامة في المجالات الاجتماعية
ومجالات جمع المعلومات للأطفال فاقدي البصر حتى أن هؤلاء قبل أن يطوروا قدرتهم على
الكلام يستعملون الأصوات للاحتكاك بالآخرين ثم أنهم يتعلمون الكثير حول الناس
الذين يحتكون بهم من أصواتهم ويتعلمون قياس انتباه الأشخاص لهم من قرب المتكلم
منهم والحركات التي يلمسونها مرافقة للكلام ويصبحون ماهرين في تفسير المعأني من
خلال اللهجة أو التغيرات في نغمة الصوت لكنهم مع ذلك يظلون يحرمون من رؤية
التعابير الوجهية التي ترافق الكلام وتوحي ببعض معأنيه أو تضيف معأني اخرى إليه
وقد استثارت الدراسات التي تنأولت تطور الكلام واللغة لدى المعاقين بصريا الكثير
من المناقشات غير أنه لا يوجد ما يؤكد التوازي بين الأطفال المبصرين وأقرأنهم
المعاقين أو تأخرهم عنهم أو اختلافهم عنهم فالنتائج التي تتوصل إليها الدراسات
ليست مستقرة على نتيجة واحدة مقبولة وقد وجد أن المعاقين يكتسبون في الصغر اللغة
بنفس الطريقة التي يكسبها المبصرون بالرغم من ظهور بعض الفروق في النسبة المئوية
لعدد الكلمات المكتسبة ولعل اسلم نتيجة يمكن الانتهاء إليها هي أن صعوبات الكلام
واللغة للمعاقين بصريا تتصل بعوامل اجتماعية وانفعالية أكثر من اتصالها بفقد البصر
نفسه لما هو معروف من أن الذين يعانون من العمى التام الذين كانوا يشجعون على
اكتشاف محيطهم والتفاعل مع الآخرين لا يعانون من تأخر في اكتساب اللغة .ويستخدم
المعاقون بعض الكلمات الدالة على الألوان أو الأحجام على الرغم من عدم معرفتهم بها
ويكون اكتسابهم لتلك المفاهيم عن طريق السمع وقد يلجأون إلى استخدام لغة الجسد
للتعبير عن مهارات التواصل مع الآخرين ولا يستطيعون تفسير لغة الآخرين إلا عن طريق
حاسة السمع محددة الصوت هي التي يعتمدون عليها في تفسير مشاعر الآخرين أن خبرات
الفرد تلعب دورا في نموه اللغوي وقد يجد أن مفرداته هي نفس مفردات العاديين
باختلاف هذه المفاهيم عند الطرفين والمعاق بصريا يستخدم كلمات لم يستنتجها من
خبراته الذاتية ولكنه يستخدمها للحصول على الموافقة الاجتماعية وتشير الدراسات أنه
لا توجد فروق ذات دلالة بين طريقة اكتساب المعاق بصريا والفرد العادي للغة إذ يسمع
كل منهما اللغة المنطوقة حين توجد فروق ذات دلالة بين كل منهما في طريقة كتابة
اللغة (الداهري،2005).
الخصائص الاجتماعية والانفعالية
أن العوامل النفسية الداخلية كالاتجاهات المخصوصة عن
الذات التي تكتسب من الأسرة والزملاء والمعلمين لها أهمية كبيرة أكثر من الإعاقة النفسية
في مفهوم الذات لدى الفرد المعاق بصريا اذ يلاقي المعاقون بصريا متاعب في اكتساب
مهارات عقلية ذات علاقات شخصية وتكون المشكلات ناشئة عن عدم قدرة الأطفال على
الانتفاع من الإيحاءات البصرية التي يعتمد عليها المبصرون بشكل أساسي في تعلم
السلوك الاجتماعي إذن ما الذي يحدد خصائص الفرد الاجتماعية والانفعالية هي طبيعة
علاقاته مع الآخرين أهم الخصائص الاجتماعية للمعاقين بصريا السلوك العصبي والخضوع
والانطواء والعدوانية والتوافق الانفعالي وقد ينجح المعاق بصريا في إقامة علاقات
اجتماعية خاصة في مجال تكوين الأسرة ولكن ذلك يعتمد إلى حد كبير على مدى أداء
المعاق بصريا وكفاءته في مجال العمل وفي الحياة الاجتماعية بشكل عام كما أن لديهم
الإثارة البيئية وعدم الشعور بالأمن وقد يلجأ أفراد هذه الفئة الى التهريج للتعويض
عن فقدان البصر وشعورهم بالضعف ليصبحوا أكثر تقبلا لدى من حولهم من الناحية
الاجتماعية وأن شخصية المعاق بصريا تتأثر بعوامل عديدة مثل العمر عند الإصابة وهل
العمى وراثي أم مكتسب وشدة الإصابة وسبب فقدان الطفل البصر يصبح الطفل المكفوف
بحاجة إلى مساعدة الوالدين أكثر من الأطفال المبصرين ويصاحبه عدم اهتمام من قبل
الوالدين مما يجعله يشعر أن الآخرين لا يهتمون به مما يؤثر بشكل أو بآخر على علاقة
الطفل المعاق بصريا بوالديه وهذا يولد شعورا بعدم الأمن مما قد تكون محاولاته
اكتشاف البيئة وهذا يؤثر بالتالي على نموه الاجتماعي من جانب آخر فأنه استمرار
الطفل بالاعتماد على الوالدين وهذا يصاحبه حماية رائدة من الوالدين لأنه معاق
للتعامل مع الأشياء من حوله وعندما ينتقل من بيئة الأسرة الى مجتمع الزملاء فأنه
يلاحظ عليه تأخرا في بعض النواحي الاجتماعية ومنعه من تعلم وتقليد ما هو مقبول
اجتماعيا أن الاعتمادية على الوالدين بسبب الإعاقة البصرية قد تمنع الفرد المعاق
من بعض الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الأشخاص العاديون في نهاية مرحلة
المراهقة وفي مرحلة الشباب مثل قيادة السيارة والسفر لمسافات بعيدة لذلك وجب على
المختصين إيجاد برامج مبكرة تساعد على التكيف في حالة الطفل .
النمو النفسي الحركيان الأطفال الذين ولدوا وهم فاقدوا البصر معرضون للتخلف في تطورهم الحركي فهم اقل قدرة على توجيه أنفسهم في البيئة الخارجية وعلى هذا فأن جلوس الطفل وزحفه ومشيه يتأخر عن السن المعتاد فالمكان والمصدر والسبب الدافع غير متوافر للطفل في السن المبكرة ولعل اشد ما يواجه المعاق صعوبة في المجال الحركي فكثيرا ما يصل الأطفال إلى المدرسة بخبرات محدودة حول الحركة والحوافز قليلة وربما القليل من التشجيع على الحركة ورغبة قليلة في معرفة كيفية التحرك بأمان في بيئة غير مألوفة والطفل المعاق بصريا لديه محدودية في التعلم عن طرق التقليد الذي حرم منه وهذا الجانب المهم في التعلم يكون ناقصا ويحرم الفرد المعاق بصريا من فرص تعليمية مميتة .أن النقص في الرؤية يحرم الطفل من المتابعة البصرية ويقلل من فرص اكتساب المهارات الجسمية ويقلل من تطور الحركات الدقيقة وأن عدم تشجيع الطفل على القيام بالنشاط الجسمي قد يزيد من عرقلة التطور الحركي واستمرار غياب الدافعية للحركة والمشي يؤدي ذلك الى محدودية استخدام العضلات الضرورية .
المراجع
· الوقفي، راضي (2004 ) أساسيات
التربية الخاصة ،( ط1)جهينة للنشر والتوزيع· الروسان، فاروق (1990) سيكولوجية الأطفال غير العاديين –مقدمة في التربية الخاصة عمان الطبعة الثامنة دار الفكر ناشرون وموزعون
· الداهري،صالح(2005)سيكولوجية رعاية الموهوبين والمتميزين ط1 غمان دار وائل للنشر والتوزيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق