الثلاثاء، 13 مارس 2012

التوحد


Autism

التوحد

المقدمة:

يعد التوحد من اكثر الاضطرابات النمائية تأثيرا على المعالم النمائية الرئيسة حيث جذب الاضطراب التوحدي اهتمام الاختصاصيين والباحثين النفسيين ولا تقتصر اسباب هذا الاضطراب المحير على سبب منفرد فأسبابه متعددة ولا يزال هذا الاضطراب مثيرا للجدل من حيث تشخيصه واسبابه واساليب علاجه وقد اصبح حاليا تصنيفا مستقلا في التربية الخاصة وعلى الرغم من ان التوحد يعد جزءا من الحالات الانسانية الا ان ظهور هذا النوع من الحالات يعد حديثا نوعا ما، إذ يعتبر الطبيب النفسي الامريكي ليوكانر( Leokanner, 1943 ) اول من قام  باطلاق اسم التوحد ووصف حالته المرضية وتصنيفها بشكل منفصل عن الحالات النفسية الاخرى التي يعاني منها الاطفال، ولقد بدأ مجدداً الاهتمام باضطراب التوحد عندما كرس الاخصائي النفسي بيرنارد ريمنالد 1965م Bernard rimland وقته لدراسة التوحد خصوصا وان طفله كان يعاني من هذه الاعاقة لذلك قام بتاسيس الجمعية الامريكية الوطنية للاطفال التوحديين (National Societyof Autism)  هو وغيرة من الاباء الذين وجد لديهم اطفال يعانون من التوحد وتعرف هذه  الجمعية الان بالجمعية الامريكية للتوحد (Autism Society of America) (الزريقات ،2010).

تعريف التوحد:

        كلمة التوحد تعود إلى كلمة إغريقية تعني الذات والذي استخدمت لأول مرة على يد عالم النفس ايوجين بلولر (Eugen Bleuler) سنة (1911) من اجل وصف الانسحاب والارتباط الاجتماعي لدى الأشخاص الذين يعانون من الفصام, والكلمة كما نفهمها حاليا استخدمت على يد كانر(kanner) 1943م وقد شكلت دراسة كانر اساس لتعريف التوحد (الزارع،2010)؟

* تعريف الجمعية الوطنية الأمريكية للأطفال التوحديين National society of autistis children (NSACF)

التوحد هو اضطراب يعرف سلوكيا و ان المظاهر الاساسية يجب ان تظهر قبل ان يصل الطفل الى 30 شهرا من العمر، ويتضمن اضطرابا في سرعة أو تتابع النمو، و اضطرابا في الاستراتيجيات الحسية للمثيرات واضطرابا في الكلام و اللغة و السعة المعرفية واضطرابا في التعلق والانتماء للناس والأحداث والموضوعات(الخطيب و آخرون،2010).

*تعريف القانون الأمريكي لتعليم الأفراد المعاقين (IDEA)

        التوحد هو إعاقة تطورية تؤثر على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وتظهر الأعراض  الدالة عليه بشكل ملحوظ قبل سن الثالثة من العمر وتؤثر سلبيا على أداء الطفل التربوي ومن الخصائص والمظاهر الأخرى التي ترتبط بالتوحد هو انشغال الطفل بالنشاطات المتكررة والحركات النمطية ومقاومته للتغير الطبيعي أو مقاومته للتغير في الروتين اليومي إضافة إلى الاستجابات غير الاعتيادية أو الطبيعية للخبرات الحسية (الزريقات،2010).

* تعريف الدليل الإحصائي الأمريكي الرابع المراجع الصادر من جمعية الطب النفسي الأمريكية: DSM-IV-2000

        اضطرابات التوحد هو اضطراب نمائي شامل يؤدي إلى انحراف في النمو العادي لدى الطفل أو يعتبر فئة فرعية من المجموعات الكلية المتمثلة بالاضطرابات النمائية الشاملة والتي تتضمن اضطرابات التوحد أو متلازمة اسبيرجر ومتلازمة ريت واضطراب التفكك الطفولي والاضطرابات النمائي الشامل غير المحدد وتتمثل الأعراض الرئيسية لاضطراب التوحد فيما يلي:

1-ضعف التفاعل الاجتماعي

2-ضعف في مهارة التواصل

3-أنماط متكررة ونمطية من النشاطات والسلوكيات والاهتمامات (الزارع،2010) (ص29 -30).

تصنيف التوحد وأنواعه :

      ينظر إلى التوحد في الوقت الحاضر على انه من الاضطرابات النمائية العامة
Pervnsive Developmental Disordens PDD ويسمى بالتوحد التقليدي أو الكلاسيكي ويظهر لدى الأطفال في الثلاث السنوات الأولى ويكون لديهم مشكلات في التفاعل الاجتماعي والتواصل واللعب والسلوك.

اما الاضطرابات ذات الصلة فيمكن ان تشخص فيما بعد او لاحقا ان اضطرابات الطيف التوحدي Autism Spectrum Disordens  يتضمن عجز نوعي في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ويمتاز باهتمامات ونشاطات سلوكية ونمطية وتكرارية محددة وبالإضافة فان اضطرابات الطيف التوحدي يشتمل على:

1.متلازمة اسبرجر (AS) Asperger syndrome.       

وهو ضعف نوعي في التفاعل الاجتماعي ولديه سلوكات نمطية وتكرارية  و لا يعاني من يتأخر واضح في المعرفة واللغة أو العناية الذاتية ويكون عادة في سن المدرسة.

2.اضطرابات ريت (Retts Disorder)

ويمتاز بالتطور الطبيعي من خمس شهور الى اربع سنوات متبوعا بانحدار وتخلف عقلي وعدم سيطرة على حركات اليدين ومشكلات في اللغة التعبيرية والاستقبالية، و تظهر لدى الإناث (القمش ،2007).

3.اضطرابات انحلال او تفكك الطفولة ((Childhood Dinsintengrative Disorder

يمتاز بتطور طبيعي من سنتين الى عشر سنوات متبوعا بفقدان ملحوظ للمهارات ويصاحبه عادة تخلف عقلي شديد.

4.اضطراب النمو الشامل غير المحدد

وهو تأخر عام في النمو غير موجود في المعيار التشخيصي يشتمل على العديد من مظاهر التوحد لكن في الأغلب يكون من الدرجة البسيطة ويعاني فيه من ضعف واضح في المهارات اللفظيه وغير اللفظية. (Hallahan, Kauffman& pullen,2012).

أسباب اضطرابات التوحد : 

تعتبر حالات التوحد من فئات التربية الخاصة الغامضة و التى يصعب تفسير اسبابها حيث يصعب  الاجابة عن السؤال التالي لماذا تحدث حالة التوحد ؟

ومع ذلك فقد اشار المختصون في هذا المجال الى عدد من التفسيرات الوراثية ،و العصبية و البيولوجية و البيئية المحتملة لحدوث حالات التوحد(الروسان ، 2010) .

اولا : النظرية البيولوجية والعصبية  (Biological & Nurogical Theories)

تناولت النظريات البيولوجية البحث في نطاق الجهاز العصبي ،  أنه تعد الأسباب العصبية لاضطراب التوحد من الاسباب  التي يعتقد العلماء والباحثون و المختصون بصلتها باضطراب التوحد .

في سنة 1964 قدم الدكتور بيرنارد ريملاند وهو جهة معترف بها دوليا و مديرا لمعهد ابحاث التوحد في ساتت ياغو في ولاية كاليفورنيا بامريكا ادلة على ان التوحد يعتبر اضطرابا عضويا و ليست نفسيا ومنذ ذلك الوقت وجدت عدة دراسات ان هنالك فروقا بين ادمغة الاطفال العاديين وبين ادمغة الاطفال ذوي اضطراب التوحد ، واضطراب التوحد يرتبط بخلل وظيفي غيرطبيعي في الدماغ وهذا الخلل قد يحدث في مرحلة مبكرة من نمو الطفل في  رحم امه من خلال التلف الدماغي ولو كان التلف بسيط ، او عدم اكتمال في نمو الدماغ او جذع الدماغ و الفص الامامي و المخيخ . وهذا يفسر الامراض والمشكلات العصبية والاعاقات العقلية والصرع التي تصاحب اضطراب التوحد  (الزارع،2010)..

وتفترض هذه النظريات ان هناك اسبابا عديدة ومحتملة لحدوث هذا الخلل في الجهاز العصبي المركزي ومنها :

- تعاطي الام الحامل للعقاقير والادوية والمهدئات

- الالتهابات التي تصيب الام الحامل الناتجة عن الامراض المعدية كالزهري والتهاب السحايا .

- نقص الاكسجين اثناء عملية الولادة .

- تقديم المطاعيم المعروفة للاطفال وخاصة المطعوم الثلاثي (MMR)(الروسان،2010)

       ودعمت بعض الادلة العلمية افتراض ان التوحد ناتج عن عوامل عضوية وان العيب في الجهاز العصبي المركزي ومن هذه الادلة عن هذا الافتراض :

       1.  معظم الاشارات التمييزية للتوحد مثل اعاقة تطور اللغة والاعاقة العقلية والسلوك الحركي غير الطبيعي والخمول والنشاط للمدخلات الحسية ومستوى الاستجابة والحركة للمثيرات السمعية والبصرية كلها مرتبطة بوظيفة الجهاز العصبي المركزي .

2.الفحوصات العصبية للاطفال التوحديين اشارات انهم يظهرون شذوذات عصبية مثل نغمة العضلة الضعيفة وتآزر ضعيف ونشاط زائد , وقد اشارة الدراسات الى ان ثلاثة ارباع الاطفال التوحديين يظهرون هذه الاشارات العصبية .

3.    اشارات العديد من التقارير بان الاطفال التوحديين لديهم تخطيط كهربائي و دماغي غير طبيعي .  

وهناك فرضيات حديثة تقول بان الاختلال الوظيفي يقع في نصف الكرة الايسر للدماغ ، وان الوظائف المعرفية التي تبدو متوسطة لنصف الكرة الايسر (اللغة , العملية التسلسلية , المهارات التحليلية ) كلها ضعيفة او مفقودة لدى الاطفال التوحديين وان الوظائف التي يعتقد انها مسيطر عليها بنصف الكرة  الدماغي الايمن (المهارات البصرية, المكانية, المعرفة بدون تحليل ) هي اقرب للوضع الطبيعي, وايضا تطور اللغة التوحدية الموصوفة بالتجريدية والتكرارية والنوعية والاوتوماتيكية هي ايضا تدعم فرضية نصف الكره الدماغي الايسر وهذه الصفات مرتبطة بعمليات نصف الكرة الدماغي الايمن .

اذا نستطيع القول ان اللغة الموجودة عند الاطفال التوحديين هي نتيجة لجهود نصف الكرة الدماغي الايمن لتقوم بما هو مستطاع بدون دعم من نصف الكرة الدماغي الايسر (زريقات، 2010).

ثانيا : _ الدراسات البيوكيميائية :

    توجد مواد كيماوية مسماة بالناقلات العصبية ، تقوم هذه الناقلات عندما تصل الاشارات الكهربائية للتفرعات الطرفية للخلايا العصبية من خلال نقاط التشابك بالسماح للاشارة العصبية بالانتقال منم خلية لاخرى تليها , ووجد ان هذه الناقلات لدى بعض ذوي اضطراب التوحد لا تعمل بالشكل الصحيح , اذ ان الخلل قد يكون وظيفيا وليس في تركيب الدماغ او تكوينه , وان هناك عددا لا بأس به من حالات اضطراب االتوحد التي تستجيب للعقار الطبي وتعدل من انتاج الناقلات العصبية و افرازها (الشامي ،2004 ، أ ) .

ومن اكثر الناقلات العصبية تعرضا للبحث في مجال اضطرابات التوحد :

1. السيروتونين :

ويرتبط هذا الناقل بعدد من المشاكل السلوكية التي تظهر غالبا على افراد مصابين باضطرابات نمائية او اعاقة عقلية ونشاط زائد مثل: الاكتئاب, الصداع النصفي, اضطراب ضعف الانتباه, العدوان، العنف, له ارتباطا في السيطرة او معالجة المعلومات الحسية, الاحساس بالالم, الذاكرة.

وقد تبين من خلال الفحوصات التي اجريت على دم مجموعة من اطفال ذوي اضطراب التوحد ان هنالك نسبا عالية من السيروتونين في دمهم (الشامي ,2004,أ) .

2. الدوبامين:                                                                                     

هو ناقل يؤثر في مختلف الأنشطة الهامة التي تشمل الحركة والانتباه الاختياري والتعلم والأكل والشرب واكتشاف البيئة وهو ينظم الحركة المفرطة والسلوكيات النمطية ، وتسبب قلة كميته مرض باركنسون والرعشة وان زيادته تسبب بعض السلوكيات المشابهة لسلوكيات الأفراد ذوي اضطرابات التوحد (الشامي،2004،أ).

3.النوربينفرين:

وهو معنى بالمحافظة على اليقظة والأحلام وتنظيم المزاج ،وله علاقة قوية بالتوتر والقلق والإثارة. (الزارع،2010).

ثالثاً: النظريات الوراثية والجينية:

تفترض أن عنصر الوراثة كسبب يفسر اضطراب التوحد وهذا يفسر إصابة إخوة الأطفال التوحديين بالاضطراب نفسه، أو إصابة أقاربهم بعدد من الإعاقات النمائية المختلفة (الخطيب وآخرون،2010).

ومن العوامل الوراثية التي يمكن أن تكون سبباً في حدوث هذا الخلل الجيني:

-الجينات المتنحية أو الناقلة للمرض.            -الاشعاعات والأشعة السينية.

-الكروموسوم (أكس)الهش.                      - اختلاف العامل الرايزيسي (RH factor)

-اضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية              - تسمم الحمل(الروسان،2010)

رابعاً:نظرية التلوث البيئي:

إن التلوث الذي يتعرض له الطفل في أثناء مرحلة النمو الحرجة مثل :المواد الكيماوية السامة. المعادن الثقيلة مثل الرصاص، الزئبق قد يؤثر في نطق الطفل في مجالات النمو المختلفة. وقد يحدث التلوث تلف دماغي وتسمم في الدم يؤدي إلى أعراض التوحد(الزارع،2010).

خامساً: النظرية الايضية :

تشير هذه الفرضيات إلى أن عدم قدرة الأطفال التوحديين على الموجود هضم البروتينات وخصوصاً بروتين الجلوتين (Gluten) الموجود بالقمح والشعير ومشتقاتهما وأيضا بروتين الكازين (Casien)الموجود في الحليب هو سبب أعراض التوحد،وهذا يفسر استفراغ الطفل المستمر للحليب ، ومن مظاهر اضطراب الهضم عند الأفراد التوحديين حساسية الجسم الزائدة لبعض الخمائر ،والإمساك ،أو الإسهال والاكزما الموجود خلف ركبته (الخطيب وآخرون،2010).

سادساً: نظرية العقل أو المعرفة:

يذكر هالاهان  وكوفمان(2012)أن نظرية العقل والمعرفة تشير إلى قدرة الشخص على أخذ منظور أو دور أناس آخرين ،وهي بذلك فيما تشير إلى القدرة على قراءة عقل الآخرين فيما يتعلق بأشياء معينة مثل :النوايا، المشاعر،المعتقدات،الرغبات.وفي هذا الإطار فان معظمها لديه القدرة على استنتاج الحالة الانفعالية لأولئك الأفراد الذين نتحاور معهم من خلال تفسير الإشارات المختلفة مثل: نبرة الصوت،تعبيرات الوجه.وفي الواقع يظهر الطلبة ذوو اضطرابات التوحد درجات متباينة ومختلفة من الصعوبة في استنتاج أفكار الآخرين أو الاستدلال عليها وبعض لايهمون إن أفكارهم تختلف عن أفكار الآخرين وهذا ما يجعلهم غير قادرين على القيام بأخذ دور الآخرين
(
Hallahan, Kauffman pullen, 2012).

سابعاً:نظرية ضعف الترابط أو التماسك المركزي:

يميل الأطفال التوحديين إلى مراقبة التفاصيل في بيئتهم بالإضافة إلى ملاحظة أبسط أو أدنى تغيير قد يطرأ عليها ومعرفتهم عن العالم الذي يعيشونه غير مترابطة أو غير متماسكة .وبالتالي لدى الأطفال التوحديين حسب هذه النظرية ضعف ملحوظ في الوصول إلى النتيجة المطلقة أو الاستنتاج والحصول على المعنى الوظيفي من المثيرات البيئية ،وان هذا الضعف يحدث في المستوى الإدراكي ،ولانتباهي والمستوى اللغويالدلالي ويؤثر على فهم المعلومات اللفظية لديهم .وهذا يفسر لماذا إن الأطفال التوحديون أسرع من غيرهم في إيجاد الشكل الهندسي البسيط في الجسم أو الشكل المعقد الكبير(الزريقات،2010).

ثامناً:الدراسات السلوكية:-

ساهمت الدراسات السلوكية في زيادة فهم العيوب الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين وتقترح بعض هذه الدراسات بان العمر الاجتماعي الذي يظهر لدى حالات التوحد يكون ناتج عن عدم القدرة في معالجة المعلومات الانفعالية لذلك فالطفل التوحدي يفتقر إلى القدرة البيولوجية اللازمة لإدراك الانفعالات الناتجة عن المثيرات والدوافع وهذا يؤدي إلى عجز في التعبيرات الانفعالية واشارة هذه الدراسات أن الطفل التوحدي يعاني من إعاقة شديدة في قراءة التعبيرات الانفعالية الوجهة. (الزريقات ،2010).

خصائص الأطفال التوحديين

أن الأفراد ذوي اضطراب التوحد فئة غير متجانسة من ناحتي الخصائص والصفات وربما يكون الاختلاف بين فرد وفرد ذوي اضطراب التوحد أكبر من التشابه يذكر هيفيلن والايمو(Heflin&alaim2007) كما ورد في(الزارع،2010) إن خصائص اضطراب التوحد تبدأ بالظهور منذ الأشهر الأولى ،ولكنها تتضح بشك أكبر بعد سنتين أو ثلاث سنوات من عمر الطفل وتستمر حتى مرحلة البلوغ وما بعدها ومن أهم الخصائص التي تميز هذه الفئة:-

أولاً: الخصائص الاجتماعية

وتعتبر المشكلات في جوانب التفاعل الاجتماعي من أهم المؤشرات والدلالات التي يتم من خلالها تشخيص التوحد ومن هذه الخصائص:

1. صعوبة في استخدام التواصل البصري في المواقف الاجتماعية، في بداية مراحل نموهم قد يتجنب الأطفال ذوو اضطراب التوحد النظر في أعين الآخرين أو يمكن مع مرور الزمن تتلاشى ضد الصعوبة في أغلب الحالات ولديهم صعوبة في فهم المشاعر والتعبير من خلال العين. وجذب انتباه الآخرين، والتنسيق بين النظر في أعين الآخرين والقيام بأفعال أخرى مثل التحدث وإصدار الإيماءات الجسدية(الشامي ،2004،ب)

2. صعوبة في التعبير عن المشاعر الذاتية وفهم الآخرين:-

يجد الطفل التوحدي صعوبة في فهم المشاعر مع انه قد يفهم المشاعر المعقدة التي تتطلب درجة مرتفعة من التحليل الإدراكي مثل الخجل ،الندم،الشعور بالذنب(الشامي،مرجع سابق).

3.صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية (الشامي،2004).

ثانيا: الخصائص في المجال التواصلي:

وهي الدلائل الهامة التي تميز الأفراد التوحديين عن العاديين :

1.عدم تطور الكلام بشكل كلي والاستعاضة عنه بالإشارة .

2. نطق اللغة بشكل طبيعي اقتصارها عن بعض الكلمات النمطية مثل تزايد بعض العبارات

3. تطور اللغة بشكل طبيعي مع حدوث مشاكل تتعلق بعدم الاستخدام المناسب للغة ،كالانتقال من موضوع إلى أخر وعدم القدرة على تفسير نبرات الصوت التعبيرات الجسمية المصاحبة للغة،وأيضاً مشاكل في ارتفاع الصوت أو انخفاضه بحيث لايتناسب مع الموقف أو مشاكل متعلقة باللغة الاستقبالية(الخطيب وآخرون،2010).

ثالثا: الخصائص السلوكية النمطية:-

يعتبر السلوك النمطي (Streotype Bahvior)من أكثر الخصائص السلوكية المميزة للأطفال التوحديين مقارنة مع فئات  التربية الخاصة الأخرى،أو مع العاديين تعد هذه الخصائص النمطية أساساً لفهم حالات التوحد :-

1.السلوك النمطي الحركي المتعلق باستخدام اليدين.        

2. السلوك النمطي الحركي المتعلق باستخدام القدمين.

3.السلوك النمطي الحركي المتعلق بالمهارات الحركية العامة.

4. السلوك النمطي الحركي المتعلق بالمهارات الحركية الدقيقة.

5. السلوك النمطي الحركي المتعلق بالدوران أو الوقوف أو التمرين.

6. السلوك النمطي الحركي المتعلق بإيذاء الذات.

7. السلوك النمطي الحركي الروتيني وإظهار إي مقومة لتغير مواقع الأشياء في منزله.

8.السلوك النمطي الحركي المتعلق بالأشياء الخاصة به (الروسان،2010).

رابعا: الخصائص المعرفية (Cognitive Characteristics):

يظهر معظم الأفراد ذوي اضطراب التوحد العديد من أوجه القصور المعرفية التي تشبه ما يبديه أقرانهم ذوو الإعاقة العقلية ومن الخصائص المعرفية التي تميزهم:

-مشكلات الانتباه والتركيز البصري.     -مشكلات في النشاط الزائد.

-مشكلات في التذكر قصير المدى .      - مشكلات في التعلم.

-مشكلات في القدرة على التخيل.         - مشكلات في نقل أثار التعلم.

-مشكلات في التنظيم الذاتي.              -مشكلات في تنظم الوقت.

- -مشكلات في ترميز اللغة.               -مشكلات في فك رموز اللغة.

- مشكلات في القراءة.                      -مشكلات في الكتابة.

- مشكلات في المهارات الحسابية(الروسان،2010(

مؤشرات التوحد في الأسرة

·        الحركات المتكررة مثل الجري في البيت وفتح الباب وإغلاقه باستمرار

·        الاهتمام بالأشياء المتحركة مثل تكرر النظر إلى المروحة

·        الطرق والخربشة على الباب

·        إيذاء الذات

·        صك الأسنان

·        الاضطراب من تغير الروتين مثل تغيير في محتويات المنزل أو ضيف غريب

·        الصراخ وإصدار أصوات غريبة وخاصة في فترة الصباح (خليفة،وليد واخرون،2010)

أهم مشكلات الطفل التوحدي

1-  الصراخ وعدم النوم نوبات الغضب

وهي طريقة للتعبير عن النفس، فالطفل التوحدي تنقصه أدوات اللغة والتعبير عن غضبه أو لتغيير عاداته مشكلة النوم

الكثير من المشاكل قد تؤدي إلى صعوبة حصول الطفل على النوم و العودة إليه بعد استيقاظه مثل المشاكل الجسمية الحركية فإذا كان قد بدأ في تعلم النوم لوحده فقد يتخيل وجود مخلوق مرعب في غرفته .

2-  التخريب

البعض من أطفال التوحد يعيشون هادئين في صمت لا يستطيعون التعبير عن عواطفهم وأحاسيسهم وبعضهم العكس، فنجد طفل قد يعجبه صوت تكسر الزجاج مثلاً، فنجده يقوم بتكسير الأكواب ليستمتع بأصوات التكسر، وآخر قد يجد المتعة في صوت تمزق الأوراق،

3-  الخوف

بعض أطفال التوحد يخافون من أشياء غير ضارة، وقد نرى نفس الأطفال يمشون في وسط طريق سريع غير آبهين بأصوات السيارات، ومن الصعوبة معرفة مسببات الخوف، وهذه المشاكل يمكن حلها إذا عرفت أسبابها وتم التعامل معها بعد تجزئتها إلى أجزاء صغيرة .

4-  عدم الخوف

عدم الخوف يصعب التحكم فيه لذلك فإن الانتباه لهم ومراقبتهم خارج المنزل ووضع الحواجز على الدرج والشبابيك مهم جداً، ومراعاة شروط السلامة في الأجهزة الكهربية وإبعادها عنهم.

5-  السلوك المحرج اجتماعيا

الأطفال العاديون قد يسببون الحرج لوالديهم بين الحين والآخر في وجود الآخرين، والأطفال التوحديون يفعلون الشيء ذاته بصورة متكررة ولمدة أطول مثل ترديد الكلام. الهروب من الوالدين خارج المنزل العبث في المحلات ورمي المعروضات الضحك من غير سبب تلك المشاكل تسبب إحراجاً للوالدين مما يضطر البعض منهم إلى ترك طفلهم في المنزل وهو أمر غير مرغوب فيه،

6-  إيذاء الذات

إيذاء الذات يتكرر بصورة واضحة عندما يكون الطفل غير مشغول بعمل ما أو لوجود إحباط داخلي لديه مما يجعله يعبر عن نفسه بإيذاء ذاته، وهذا الإيذاء مثل عض الأيدي وضرب الرأس في الحائط وعادة ما يكون ذلك مصحوباً بالغضب والتوتر.

7-  الانعزالية

الانعزالية مشكلة تواجه الطفل التوحدي، فنراهم هادئين منطوين، ميالين إلى عزل أنفسهم عن المجتمع المحيط بهم بما فيهم والداهم، ليس لديهم اهتمام باللعب أو الأكل، ولكسر حاجز العزلة فإن الوالدين يلاقون الكثير من الصعوبات لدمجه وتدريبه.

8-  التغذية

الغذاء مهم لبناء الفكر والجسم، وأن طفل التوحد نمطي في سلوكه، فقد يكون نمطياً في غذائه،

9- مقاومة التغيير

الطفل التوحدي يعيش في عالمه الخاص، منعزلاً عن مجتمعه، غير قادر على الابتكار، وقد لا يتفاعل مع لعبته، بل إنه قد يرفض تحريكها، وقد يصاب بنوبة من الغضب عند محاولة التغيير، وقد يرفض الأكل لكي لا يغير من كيفية وضعه، كما أنه يصعب عليه التكيف مع المكان عند تغييره، فقد يحتاج إلى عدة أشهر لكي يتعود عليه. http://www.updatejo.com/news.php?newsid





نستنتج
 أن مرض التوحد من الإعاقات الصعبة التي تعرف علميا بأنها خلل وظيفي في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين .. ويلاحظ أن الطفل المصاب بالتوحد فقط يكون طبيعيا عند الولادة وليس لديه أية إعاقة جسدية أو خلقية وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدي الطفل ثم يتجدد لاحقا بعدم القدرة علي تكوين العلاقات الاجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشاكل في اللغة إن وجدت ومحدودية في فهم الأفكار ولكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقليا بان البعض من المصابين لديهم قدرات ومهارات فائقة قد تبرز
في المسائل الرياضية أو الرسم أو الموسيقي والمهارات الدقيقة ويتفوق عليه الطفل عقليا في الناحية الاجتماعية...








 









































قائمة المراجع



1- الخطيب،جمال واخرون (2010 ).مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة.الطبعة الاولى,عمان,دار الفكر ناشرون وموزعون.

2- الروسان, فاروق (2010). سيكولوجية الاطفال غير العاديين :مقدمة في التربية الخاصة, الطبعة الثامنة,عمان:دار الفكر ناشرون وموزعون.

3- الزريقات،عبد الله (2010 ).التوحد:السلوك والتشخيص والعلاج.الطبعة الاولى,عمان:دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع.

4- القمش،مصطفى و المعايطة،خليل (2007). سيكولوجية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة . عمان: الأردن

5- الزارع, نايف (2010).المدخل الى اضطراب التوحد المفاهيم الاساسية وطرق التدخل, الطبعه الاولى,عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.

6- شامي, وفاء، ( 2004أ). خفايا التوحد: أشكاله واسبابه وتشخيصه. الطبعة الاولى, جدة: الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية.

7- الشامي،وفاء، (2004ب). علاج التوحد:الطرق التربوية والنفسية والطبية، الطبعة الاولى, جدة:الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية.

8-خليفة،وليد واخرون(2010) الإعاقة الغامضة(التوحد)، الطبعة الأولى،الإسكندرية دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.

ليست هناك تعليقات: