الاثنين، 12 مايو 2008

motivation

الدافعية للتعلم ورفع الكفاءة الذاتية في مواجهة الفشل
ينظر إلى التعلم على أنه عملية أساسية تحدث في حياة الفرد باستمرار حيث تصاحبه منذ ولادته حتى يكتسب مجمل خبراته فعن طريقه ينمو ويتقدم وبفضله يستطيع آن يواجه الأخطار من حوله ويسيطر عليها ولهذا تمثل عملية التعلم جانبا هاما من حياة كل فرد ومجتمع فمن اجل ذلك أنشئت المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية ونظرا لدور ومكانة التعليم انكب العلماء والباحثين على معرفة التعلم والعوامل المؤثرة فيه .والمتأمل في جوهر عملية التعلم يلاحظ آن الدافعية هي أحد الشروط الأساسية اللازمة للتعلم ولهذا تعد الدافعية هي احد أهم الشروط اللازمة للتعلم وتتبدى أهمية الدافعية من وجهة النظر التربوية من حيث كونها حالة مستهدفة في ذاتها فاستثارة دافعية الطلبة وتوجيهها تولد لدى الطلبة اهتمامات تجعلهم يقبلون على ممارسة أنشطة متنوعة .وكما تظهر أهمية الدافعية بأنها وسيلة يمكن استخدامها في سبيل إنجاز أهداف تعليمية معينة على نحو فعال وذلك من خلال اعتبارها أحد العوامل المؤثرة في التحصيل والنجاح والإنجاز .إن الإيمان بالفعالية يحدد كيف يشعر الناس ، يدفعوا أنفسهم للسلوك والتي تتضمن الإدراك ، الدوافع ، العمليات العاطفية وعمليات الاختيار كما آن الإحساس القوي بالفعالية يعزز الإنجاز الإنساني والأداء الشخصي الجيد .إن الأشخاص الذين لديهم ثقة عالية في قدراتهم ينظرون للمهمات الصعبة كالتحديات على أنها عادية أكثر من كونها تهديدات يجب تجنبها مثل هؤلاء الأشخاص الفعالين ينهمكون بفعالية وبعمق في النشاطات ، إنهم يضعون لأنفسهم أهدافا تتطلب التحدي ويخططون بقوة للوصول .إنهم يزودون ويدعمون جهودهم في مواجهة الفشل ، ويقفون بسرعة ويوقظون إحساسهم بالفعالية بعد الفشل آو الهزائم ، ويعزون فشلهم إلى عدم بذل الجهد الكاف آو لضعف المعرفة آو المهارات التي يمتلكونها إنهم وأثناء مواقف التهديد يثقون أكثر بأنهم يستطيعون ممارسة ا لسيطرة الكاملة لهذه المواقف. بالمقابل فان الناس الذين يشكون في قدراتهم يهربون بخجل من المهمات الصعبة التي تبدو كتهديد شخصي لديهم طموح متدن والتزام ضعيف بالأهداف التي يسمعون لاختيارها .وبالرغم من أهمية الدافعية إلا أن نظرة علماء النفس اختلفت حول طبيعة الدافعية ومفهومها وقد أدى هذا الاختلاف إلى تنوع النظريات فنجد علماء النفس المعرفيين قد أكدوا على دور الدوافع الداخلية في استثارة السلوك وتوجيهه نحو أهداف مرغوب فيها ويرون أن المتعلم شخص عاقل يتمتع بإرادة حرة نشط وحيوي مفكر ومبادر ومنظم ذاتيا يستطيع التخطيط والتنظيم وتقويم مهاراته ومهتم في البحث عن فهم بيئته واستيعاب معلومات ومعارف جديدة وتحويلها إلى مخططات معرفية مناسبة لكي يتمكن من السيطرة على الخبرة الجديدة وتمثلها وبالتالي تمكنه من تحقيق التوازن المعرفي وهذا بالتالي يؤثر على سلوكه المستقبلي وكفاءته الذاتية وتوقعه بالنجاح أو الفشل . إن النجاحات تبني إحساسا قويا بفعالية وكفاءة الإنسان الشخصية , أما الفشل فيتلف ذلك وخصوصا حينما يحدث الفشل قبل الشعور بالفعالية المبرهن عليها بقوة .وان كانت خبرات الأشخاص تنصب على النجاحات السهلة فهم يستثنون النتائج السريعة وبسرعة يعيشون ويقعون بالفشل إن الشعور بالفعالية المرنة تحتاج لخبرة في التغلب على العقبات خلال الجهد المتواصل .إن بعض الهزائم والصعوبات في المسيرة الإنسانية تخدم غايات مفيدة في تعليم آن النجاح يتطلب جهود مسانده وعندما يقتنع الناس بامتلاكهم لما يوصل للنجاح فهم يثابرون ويصمدون في وجه الاختلافات وردود الفعل والارتدادات السريعة من الهزائم ويستطيعون تحمل الأوقات العصيبة ويخرجون أكثر قوة .إن الوقائع العادية التي تنتشر مع المعيقات والاختلافات والهزائم والقلق بأنواعه تفرض على الإنسان امتلاك إحساس قوي جدا بالكفاءة والقدرة على البقاء وبذل جهد دؤؤب للنجاح والحياة تتطلب أنماطا جديدة من متطلبات التنافس التي تطور وتعزز الكفاءة الشخصية والذاتية .كما أن طبيعة وهدف وتوجه الكفاءة الذاتية متغيرة لكنها تبقى وتتواجد في كل مكان وكل مرحلة من مراحل الحياة .

ليست هناك تعليقات: